الفيس بوك وعصر الفرجة بقلم ا د حسن حماد

الفيس بوك وعصر الفرجة 

بقلم ا . د حسن حماد 
عميد كلية الآداب الأسبق بجامعة الزقازيق 

عندما كتب جي ديبور كتابه" مجتمع الفرجة" عام 19922 لم تكن البشرية قد دخلت بعد دنيا العالم الافتراضي ولا أدري لو كتب ديبور مجتمع الفرجة الآن تري ماذا كان يمكن أن يقول
 خاصة بعد ان أفترس العالم الافتراضي العالم الواقعي واصبحنا نفضل الصورة علي الأصل والمظهر علي الوجود
والوهم علي الحقيقة. لقد أفقدنا هذا العالم الجديد ذواتنا
وانتهك عالمنا الداخلي فلم يعد لدينا مانحتفظ به لأنفسنا
ولم يعد لدينا اسرارا، اصبح عالمنا هو العالم الخارجي ، عالم
الاستعراض ، عالم الفرجة، أصبحت الصورة هي أيقونة
العصر المقدسة .الناس تعرض علي صفحاتها كل شئ يخص
حياتها السرية: أحلامهم..طعامهم...أحزانهم...افراحهم..آلامهم..
أوجاعهم..أمراضهم ..امواتهم...ملابسهم الداخلية والخارجية
...أطفالهم ...أحفادهم..جنونهم....بلاهتهم...احقادهم.....كل
شئ ... كل شئ لم يعد لدينا مانحتفظ به لأنفسنا فليس مهما
أن نشعر بالفرح قدر اهتمامنا بأن يشاهد الناس ذلك .
وليس مهما مقدار مانشعر به من حزن ولكن الأهم ان يشعر
الناس بأننا نحمل أحزانا لم يعرفها أحد من قبل. وليس مهما
 مدي مانشعر به من تقوي وورع ولكن الاهم هو ان يرانا الناس ونحن نرتدي ملابس الإحرام او نمارس الطقوس!!!!!!
بكلمة واحدة أصبحت حياتنا أشبه بالسلع المعروضة، وليتها
معروضة في الفاترينات ولكنها للأسف معروضة علي الأرصفة
 وفي الطرقات!!!!!!!!!!!!!!!!.


تعليقات