صاحبة الجلالة في بيت الطاعة

صاحبة الجلالة في بيت الطاعة
بقلم: محمد أمين 
صحفي بمؤسسة أخبار اليوم 
نائب رئيس تحرير الأخبار المسائي 


نجح الغرب خلال السنوات الأخيرة في السيطرة على عقول الشعوب من خلال الميديا المتأمركة وأصبحت صاحبة الجلالة "الصحافة" خاضعة للإقامة الجبرية في بيت الطاعة البيت الأبيض الأمريكي الذي يسيطر عليه رجال الموساد.. وتحولت العديد من الصحف الخاصة والفضائيات ذات التمويل الخارجي الذي يدخل البلاد من خلال عناصر تحت مسميات رجال الأعمال باعت نفسها بالدولارات لتحول الميديا إلى بازارت تنتقل الملكية فيها من يد ليد ولا تتغير السياسات ولن تعد القصة مجرد تمرير مقالات لتسميم الأفكار بل أصبحت منوما ماغناطيسيا للشعوب التي تنام على مخدر التلفاز والصحف المتأمركة لتستيقظ على حروب ودمار وتقسيم وإبادة أولادها.

كانت الميديا هي السلاح الأقوى من القنابل الذرية والعنقودية ومن خلالها تم إجهاض ثورات الربيع العربي لتتحول إلى ربيع عبري يعمل لحساب اسرائيل وقدمت الميديا للناس والشعوب المخدرة عملاء الأمريكان والصهاينة على أنهم قادة الثورات ليتصدروا المشهد ويقودوا الثورات للحروب الأهلية والتقسيم بدلًا من البناء والتعمير.

ومع سقوط وميلاد أنظمة تتكشف صاحبة الجلالة وتتعرى لنرى المتحولين راكبي الموجات وصيادي الفرص الباحثين عن المناصب والأموال الذين كانوا ماسحي أحذية أنظمة استبدادية، واليوم يتحولون للاعقي أحذية النظم الجديدة التي صنعتها أمريكا بالميديا الممغنطة... وكانت مصر الاستثناء الوحيد حين انتفض الشعب من نومته ليطيح بنظام متأسلم متآمرك ويصنع زعيمًا مهمته الأولى إنقاذ الأمة كلها وهو يعلم تمامًا أن حياته هي الثمن.

وهناك القلة من مواليد صحافة "حملة الهموم القومية والمصائر الكبرى" التي واجهت المؤامرة وظلت تصرخ محذرة من المصير المشئوم حتى تنبه الغافلون على الصراخ والعويل حين اكتشف الجمهور ما خلف الكواليس بعد أن أضاء أصحاب الفكر القومي الصحافي المشاعل وسط الظلام الحالك ووسط الاغتيالات الجسدية والنفسية التي تعرضوا لها ... 
هؤلاء الفرسان والأبطال رغم قلتهم واجهوا الدبابات والطائرات والحكومات الفاسدة والاستعمار وميديا الاستحمار ورفضوا الدخول في بيت الطاعة وهم لا يحملون إلا 28 حرفًا عربيًا وضميرًا حيًا لم يبع في سوق نخاسة الأموال العبرية المغسولة التي حاصرتهم ولم ينضموا إلى فريق متسولي الصحافة العربية، بسبب ضعف مواردهم المالية لكنهم آمنوا بحربهم لإنقاذ ما تبقى من بلادهم وأوطانهم، وأبوا أن يتحولوا إلى كتاب سلاطين أو إلى فرشاة لتلميع أحذية أنظمة حكم عميلة متآمرة لحساب المستعمر، وأصروا على بقائهم في الشارع بين الجماهير ليظلوا شوكة عصية البلع في أفواه الذئاب.
.....................
منشور منذ ثلاث سنوات في المرصد الأمني 

تعليقات