محمد أمين يكتب : ملك فاسد و شعب عراة
23 يوليو ملك فاسد و فلاحون عراة
الإخوان فشلوا في سرقة الثورة فتحالفوا مع الانجليز لقتل ناصر و عودة الاحتلال
تمليك الأراضي الزراعية للفلاحين بداية الخلاف بين ناصر و الهضيبي مرشد الإخوان و نواب الاقطاع
نجيب خضع لاتفاق الإخوان مع الانجليز و ناصر أجهض الخيانة و فرض سيطرته على الدولة
تظاهرات طلاب الإخوان حركها نجيب و حادث المنشية كان انتحار حقيقي لجماعة الغدر و الخيانة
تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر ب 500 جنيه استرليني مقدمة من بريطانيا لإقامة جماعة دينية متأسلمة في مصر بحجة مواجهة حركات التبشير في نفس توقيت تأسيس الحركة الصهيونية في فلسطين المحتلة و كلاهما وجهين لعملة واحدة تتخذ من " الهوس الديني " غطاء لأهداف سياسية بحتة لإقامة دولة ظاهرها التدين و الحكم بشرع الله لكنها دولة الظالمين يخترعون أديان لا علاقة لها بالشرع و لا الدين غايتها الحكم و السياسة و قيادة الناس لخدمة أهداف الاستعمار بعقيدة الهدم و عقدم الدم التاريخية و ثورة 23 يوليو خيار مثال لهذا التاريخ الإخواني الغادر في هدم الدول العربية و الإسلامية من أجل أهداف رخيصة بالتحالف مع الاستعمار أو الشيطان نفسه ..
جمال عبدالناصر قاد التنظيم السري للضباط الأحرار كشاب قدم نموذجا حرا للوطني الشريف الذي حمل روحه على كفه لتخليص بلده من أهوال الاستعمار الانجليزي و بطانة الحكم الفاسدة التي تخدم الاستعمار مقابل حفنة من الأموال على حساب الشعب
السرية و حسن التنظيم كان أسلوب ناصر الذي اعتمد على التكليف فكانت اختيارته تضم عناصر منتقاة بعناية، وكان الأهم ألا يكون أى منها عضوا فى حزب سياسى، أو تابع للملك، أو لدية علاقات مع الإنجليزالمحتلين ، انتمائه الوحيد والأقوى هو الوطن، و الشعب ، و كانت المبادئ لهذا التنظيم ، تتضمن القضاء على الاستعمار، القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال، القضاء على الإقطاع، إقامة جيش وطنى، إقامة عدالة اجتماعية، إقامة حياة ديمقراطية سليمة و حقق المصريون من هذه الثورة انجازات اقتصادية عظيمة .
ارهاصات ثورة يوليو منها ثورة 19 لم تأت بثمارها و انقسم الوفديون على تقسيم الغنايم و المكاسب السياسية دون مكاسب حقيقية للشعب المطحون .. اتفاقية 36 الخاصة بجلاء الإنجليز شرعنت الاحتلال، ليبقى له أربعة قواعد رئيسية داخل البلاد جاهزة للتدخل والاشتباك فى أى وقت.. القصر الملكى أحواله لا تسر عدوًا ولا حبيبًا.. خضوع مطلق و انبطاح لإملاءات خارجية.. سقوط فى مستنقع العلاقات النسائية داخل ملاهى و بارات أوروبا، الأحزاب السياسية مترهلة، ، و مبادئها اللامبدأ .. الشعب مطحون يعانى الفقرو الفلاحون عراة كالعبيد في أرضهم ، وقسوة الملكية، واستبداد المحتل، كانت حياة النعيم مقتصرة فقط على البشوات والمقربين من أصحاب النفوذ، من طبقة البشوات و البكوات بينما يعيش أفراد الشعب فى فقر و ذل .
الضباط الأحرار الذين استندوا إلى القوة العسكرية، لتكون ضربة البداية فقط، لتنضم إليها فيما بعد قوة أخرى داعمة لها، وهى القوة الشعبية، وربما كان فشل ثورة 19 واتفاقية الجلاء فى 1936 راجعا لعدم وجود القوة التى ترهب المستبد، و الاستعمار والتى تجعله يرضخ أمام الإرادة الشعبية.
نجح عبدالناصر في تسجيل اسمه داخل جماعة الإخوان، وحزب مصر الفتاة، ومع الشيوعين؟ و علم أنه لا أمل في حماية الثورة من خلال هذه الكيانات السياسية الوهمية
كان دور عبد الناصر فى هذا الوقت التردد على الأحزاب والحركات السياسية داخل البلاد، على أن يكشف ما يدور فى عقولهم، ويعرف قوتهم الحقيقية وأرصدتهم عند الشعب، وأيضا قدرتهم فى حالة الاستعانة بهم من قبل الضباط الأحرار، و فكر ناصر في الاستعانة بجماعة الإخوان : لأنهم يلعبون على الوتر الدينى، وهو أكثر النقاط التى يتعلق بها المصريون، ثانياً لأن لهم قاعدة شعبية فى الشارع، بعدما توغلوا فى مفاصل الدولة، بعد نجاح حسن البنا في عقد صفقة مع الملك فاروق وحصوله بموجبها على العديد من المزايا، من ضمنها أراض زراعية شاسعة.
تحرك الضباط الأحرار فى المساء، انطلقوا نحو القصر، وأعلنوا عزل الملك فى الصباح عبر نشرة أخبار الإذاعة، فتحرك الشعب وانتفض فى مظاهرات مليونية، فمصر التى قارب عددها 19 مليون نسمة، امتلأت شوارعها بالناس ، معلنين إنهاء عصر الملكية، ومبايعتهم حركة الجيش المصرى الذى انطلق من أجل الشعب، وحماية سيادة الدولة، وإنهاء الإقطاع، والاستبداد، ومن هنا كان الصدام الأول مع جماعة الإخوان التي رفض قادتها الانخراط في الثورة و حماية حركة الجيش .
مرت أيام قليلة من نجاح الثورة، ورحيل الملك، دون قطرة دماء وتعيين أكثر من وصى على نجله، قبل أن تتحول مصر من الملكية إلى الجمهورية، كان لا بد من الوفاء بالوعد، وأن يشعر المواطن بثمار الثورة، وهنا أعلن جمال عبد الناصر عن مشروع نهاية الإقطاع، بأن توزع أراضى الأثرياء على الملاك الأصليين وهم الفلاحون، لكن هذا صنع صداماً قوياً بين عبد الناصر وملاك الأراضى، ومن بينهم حسن الهضيبى مرشد الإخوان الذى كان يمتلك أكثر من 500 فدان، وأغلب أعضاء مجلس الشعب حينها، أصروا على أن تبقى ملكية الأرض فيما لا يزيد على 500 فدان، فى حين أصر مجلس قيادة الثورة على الاكتفاء بـ200 فدان فقط.
استمرت و احتدمت الخلافات بين عبد الناصر والإخوان عند توزيع المناصب، وكان هدف عبد الناصر توزيع المناصب على كل القوى الوطنية، لتحقيق أكبر قدر من التوافق المجتمعى، فى نفس الوقت كان يعلم جيداً بخطورة الإخوان، و مشروعهم الاستعماري المستتر تحت عباءة الدين لكن نظرًا لمعرفته الجيدة بهم حدث ما توقعه، عندما اتصل بمكتب الإرشاد وطلب منهم ترشيح عدد من الأسماء لتولى الحقائب الوزارية، بدأ التخبط بين المرشد ومكتب الإرشاد، وراح كل منهم يرسل بأسماء مختلفة، ليقرر عبد الناصر اختيار أحمد حسن الباقورى، عضو مكتب الإرشاد، الذى لم يكن اسمه موجودا بين الأسماء التى رشحها المرشد أو مكتب الإرشاد، والهدف هنا أن يكون عبد الناصر قد حقق هدف الإخوان بتولى أحد عناصر الجماعة منصبا كبيرا، أما اختيار الباقورى فكان بسبب أنه شيخ أزهرى وسطى، وهو ما لم يلق قبولا لدى مكتب الإرشاد، فتم استدعاؤه وطلب منه تقديم استقالته، إلا أن الباقورى رفض، فتمت إقالته من مكتب الإرشاد، فيما انطلق الهضيبى إلى عبد الناصر من أجل الإطاحة بالباقورى، لكن عبد الناصر رفض، وعندما احتد الخلاف من قبل الهضيبى رد عبد الناصر، بأن "ثورة 23 يوليو قامت دون وصاية من أحد، ولن نسمح بأى وصاية بعد نجاحها".
السياسة و الحكم و الاتجار بالدين الشغل الشاغل لجماعة الإخوان، حتى ولو عقدوا صفقة مع الشيطان نفسه، فالأهم أن يحققوا ما يهدفون إليه، بعقيدة " الدم بالدم و الهدم بالهدم " و راحوا ينظمون المظاهرات، وكانت البداية عندما استدعوا طالبًا إيرانيًا يدعى نواب صفوى، أحد أعضاء جماعة "فدائيان الإسلام الشيعية"، من أجل الاستعانة به لتنظيم المظاهرات فى الشوارع، ليس هذا فقط بل عقدوا صفقة مع الإنجليز من أجل إثارة القلاقل داخل المجتمع المصرى، على أن يكونوا شوكة وذريعة الإنجليز لعدم مغادرة البلاد، وهو ما أكده أنتون إيدن، رئيس وزراء بريطانيا فى مذكراته، قائلاً: كنا نعتمد على الإخوان فى إثارة القلاقل والإضرابات لإيقاف مفاوضات الجلاء، بدعوى أن الأحوال داخل مصر غير مستقرة و يستمر الاحتلال الانجليزي لمصر عبر خيانات الإخوان للشعب .
كما أشار إلى أن المفاوضات بين بلاده وجماعة الإخوان كانت تتم بين السكرتير الشرفى فى السفارة البريطانية والقيادى الإخوانى منير الملا فى منزل الأخير ببولاق، حتى لا تنكشف اتفاقاتهم السرية ، وهو ما يفسر أيضاً طلب الإنجليز بأن تكون مهلة مغادرة البلاد عشرين شهراُ، لاعتقادهم أنها مهلة كافية لإثارة القلاقل والاضطربات داخل المجتمع المصرى عن طريق ذراعهم الإخوانية.
تصاعدت الخلافات بين الإخوان وعبد الناصر، عندما طلب الهضيبى لقاء عبد الناصر، وأكد عليه خلال اللقاء بضرورة إلزام الفتيات والسيدات داخل مصر بارتداء الحجاب، في محاولة لإعلان وصاية الإخوان على الثورة و حتى تظهر جماعة الإخوان أمام الشعب المصرى بأنها ترفع راية الإسلام، بينما عبد الناصر لا يريدها دولة إسلامية، إلا أن ناصر قال له: "ابنتك تدرس فى جامعة الطب، ولا ترتدى الحجاب، أنت لم تستطع فرض الحجاب على أهل بيتك، وتريد منى إجبار المصريين على ارتداء الحجاب، بأى منطق"، ثم أعلن عبد الناصر عن ذلك اللقاء فى أحد خطاباته الشعبية، الشهيرة .
استمر الإخوان على نفس النهج فى إثارة الفتن، وطلبوا لقاء محمد نجيب عدة مرات، و الذي تم اختياره زعيما لتنظيم الضباط الأحرار لكونه الأكبر سنا ثم رئيسا لمصر و راح الإخوان يؤكدون له أن الأمور لا تسير على هوى الشعب المصرى، وأن ما يدور فى الشارع يؤكد أنه ليس إلا رئيسًا شرفيًا، لا يملك من أمره شيئًا، وفى نفس الوقت كانوا يهددونه بالمظاهرات الفئوية، حتى إن إحدى المظاهرات انطلقت من الجامعة حتى قصر عابدين، أثناء لقاء الرئيس نجيب بعبد الناصر، وهنا خرج نجيب وعبد الناصر إلى شرفة القصر.
أثناء هتاف الطلاب، أشار محمد نجيب إلى أحد الطلاب ويدعى عبد القادر عودة، طالب إخوانى، ليصعد عودة إلى شرفة القصر ويتوسط الرئيس محمد نجيب، ورئيس الوزراء حينها جمال عبد الناصر، كان المشهد مربكًا بالنسبة لعبد الناصر، خاصة عندما همس نجيب فى أذن عودة، ثم أشار عودة إلى الطلاب لينصرفوا فى صمت، هنا علم عبد الناصر أن الإخوان قد تمكنوا من الرئيس محمد نجيب و أن هناك صفقة سرية بين الإخوان و نجيب لو استمرت لاستمر الاحتلال الانجليزي لمصر .
بعد أيام قليلة طار نجيب ليرأس وفد مصر إلى السودان، من أجل الاحتفال بكتابة دستور جديد فى حالة طرح الاستفتاء الشعبى والموافقة على انفصال السودان عن مصر، وكانت تلك أحد العراقيل التى طرحها الإنجليز بانفصال السودان عن مصر، وهنا أيضًا يؤكد كبير المؤرخين عاصم الدسوقى أن السودان لم تكن تابعة لمصر حتى عام 1820 عندما ضمها محمد على، وهو ما يعنى حقها فى الاستقلال.
فى هذا الوقت نجح عبدالناصر في تحديد العناصر الإخوانية في مفاصل الجيش و الدولة و تحديد رجال نجيب المتحالفين مع الإخوان و استغل عبد الناصر سفر نجيب، وأصدر أوامر باعتقال قادة الطلاب المشاركين فى مظاهرة قصر عابدين، كما أصدر قرارًا بحظر جماعة الإخوان، وفور عودة نجيب كان عبد الناصر قد سيطر على الأمور من جديد و اضطر نجيب للتوقيع على القرارات التى أصدرها فى غيابه، ووقع نجيب بالفعل، ليطلب الهضيبى خلال أول لقاء جمع بينهما فور عودته من السودان أن يلغى التوقيع على القرارات التي أصدرها عبد الناصر، إلا أن نجيب رد عليه بأن القرار قد نفذ بالفعل وانتهى الأمر، وفى مارس 1954 تم عزل محمد نجيب وتحديد إقامته بسبب اتصالاته السرية مع الإخوان و الانجليز .
استمر ت جماعة الإخوان في التآمر على الشعب و الثورة و اتفقوا مع الانجليز على قتل جمال عبدالناصر و عودة الاحتلال الانجليزي تحت دعوى الاضطرابات و الانفلات الأمني بعد اغتيال ناصر و عاد الإخوان في الظهور فى المشهد من جديد، بقوة بحادثة المنشية فى 26 أكتوبر من نفس العام، حيث أطلقوا النار على الرئيس جمال عبد الناصر أثناء إلقاء خطاب فى ميدان المنشية بالإسكندرية، ورد ناصر بحملة اعتقالات لقيادات الإخوان، التى انتهت بإعدام عدد كبير منهم، والسجن للباقين، لتموت جماعة الإخوان إكلينيكيًا وقتها و هروب معظم قادتها لأوربا و السعودية ، قبل أن تتنفس من جديد الصعداء، بصفقة الرئيس الشهيد السادات مع الإخوان برعاية السعودية و أفرج السادات عن قيادات الجماعة التي أخذت مساحة كبيرة من الحرية في مفاصل الدولة حتى اتفقت مع الاستعمار الخارجي و نجحت في اغتيال السادات بالتعاون مع استخبارات أجنبية لتواصل الجماعة مسلسل الخيانة و تغتال السادات ، بطل حرب العزة والكرامة فى 73 واسترداد أرض الفيروز
نقلا عن الزميلة " الأخبار المسائي " دار أخبار اليوم





23 يوليو ملك فاسد و فلاحون عراة
الإخوان فشلوا في سرقة الثورة فتحالفوا مع الانجليز لقتل ناصر و عودة الاحتلال
تمليك الأراضي الزراعية للفلاحين بداية الخلاف بين ناصر و الهضيبي مرشد الإخوان و نواب الاقطاع
نجيب خضع لاتفاق الإخوان مع الانجليز و ناصر أجهض الخيانة و فرض سيطرته على الدولة
تظاهرات طلاب الإخوان حركها نجيب و حادث المنشية كان انتحار حقيقي لجماعة الغدر و الخيانة







تأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر ب 500 جنيه استرليني مقدمة من بريطانيا لإقامة جماعة دينية متأسلمة في مصر بحجة مواجهة حركات التبشير في نفس توقيت تأسيس الحركة الصهيونية في فلسطين المحتلة و كلاهما وجهين لعملة واحدة تتخذ من " الهوس الديني " غطاء لأهداف سياسية بحتة لإقامة دولة ظاهرها التدين و الحكم بشرع الله لكنها دولة الظالمين يخترعون أديان لا علاقة لها بالشرع و لا الدين غايتها الحكم و السياسة و قيادة الناس لخدمة أهداف الاستعمار بعقيدة الهدم و عقدم الدم التاريخية و ثورة 23 يوليو خيار مثال لهذا التاريخ الإخواني الغادر في هدم الدول العربية و الإسلامية من أجل أهداف رخيصة بالتحالف مع الاستعمار أو الشيطان نفسه ..
جمال عبدالناصر قاد التنظيم السري للضباط الأحرار كشاب قدم نموذجا حرا للوطني الشريف الذي حمل روحه على كفه لتخليص بلده من أهوال الاستعمار الانجليزي و بطانة الحكم الفاسدة التي تخدم الاستعمار مقابل حفنة من الأموال على حساب الشعب
السرية و حسن التنظيم كان أسلوب ناصر الذي اعتمد على التكليف فكانت اختيارته تضم عناصر منتقاة بعناية، وكان الأهم ألا يكون أى منها عضوا فى حزب سياسى، أو تابع للملك، أو لدية علاقات مع الإنجليزالمحتلين ، انتمائه الوحيد والأقوى هو الوطن، و الشعب ، و كانت المبادئ لهذا التنظيم ، تتضمن القضاء على الاستعمار، القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال، القضاء على الإقطاع، إقامة جيش وطنى، إقامة عدالة اجتماعية، إقامة حياة ديمقراطية سليمة و حقق المصريون من هذه الثورة انجازات اقتصادية عظيمة .
ارهاصات ثورة يوليو منها ثورة 19 لم تأت بثمارها و انقسم الوفديون على تقسيم الغنايم و المكاسب السياسية دون مكاسب حقيقية للشعب المطحون .. اتفاقية 36 الخاصة بجلاء الإنجليز شرعنت الاحتلال، ليبقى له أربعة قواعد رئيسية داخل البلاد جاهزة للتدخل والاشتباك فى أى وقت.. القصر الملكى أحواله لا تسر عدوًا ولا حبيبًا.. خضوع مطلق و انبطاح لإملاءات خارجية.. سقوط فى مستنقع العلاقات النسائية داخل ملاهى و بارات أوروبا، الأحزاب السياسية مترهلة، ، و مبادئها اللامبدأ .. الشعب مطحون يعانى الفقرو الفلاحون عراة كالعبيد في أرضهم ، وقسوة الملكية، واستبداد المحتل، كانت حياة النعيم مقتصرة فقط على البشوات والمقربين من أصحاب النفوذ، من طبقة البشوات و البكوات بينما يعيش أفراد الشعب فى فقر و ذل .
الضباط الأحرار الذين استندوا إلى القوة العسكرية، لتكون ضربة البداية فقط، لتنضم إليها فيما بعد قوة أخرى داعمة لها، وهى القوة الشعبية، وربما كان فشل ثورة 19 واتفاقية الجلاء فى 1936 راجعا لعدم وجود القوة التى ترهب المستبد، و الاستعمار والتى تجعله يرضخ أمام الإرادة الشعبية.
نجح عبدالناصر في تسجيل اسمه داخل جماعة الإخوان، وحزب مصر الفتاة، ومع الشيوعين؟ و علم أنه لا أمل في حماية الثورة من خلال هذه الكيانات السياسية الوهمية
كان دور عبد الناصر فى هذا الوقت التردد على الأحزاب والحركات السياسية داخل البلاد، على أن يكشف ما يدور فى عقولهم، ويعرف قوتهم الحقيقية وأرصدتهم عند الشعب، وأيضا قدرتهم فى حالة الاستعانة بهم من قبل الضباط الأحرار، و فكر ناصر في الاستعانة بجماعة الإخوان : لأنهم يلعبون على الوتر الدينى، وهو أكثر النقاط التى يتعلق بها المصريون، ثانياً لأن لهم قاعدة شعبية فى الشارع، بعدما توغلوا فى مفاصل الدولة، بعد نجاح حسن البنا في عقد صفقة مع الملك فاروق وحصوله بموجبها على العديد من المزايا، من ضمنها أراض زراعية شاسعة.
تحرك الضباط الأحرار فى المساء، انطلقوا نحو القصر، وأعلنوا عزل الملك فى الصباح عبر نشرة أخبار الإذاعة، فتحرك الشعب وانتفض فى مظاهرات مليونية، فمصر التى قارب عددها 19 مليون نسمة، امتلأت شوارعها بالناس ، معلنين إنهاء عصر الملكية، ومبايعتهم حركة الجيش المصرى الذى انطلق من أجل الشعب، وحماية سيادة الدولة، وإنهاء الإقطاع، والاستبداد، ومن هنا كان الصدام الأول مع جماعة الإخوان التي رفض قادتها الانخراط في الثورة و حماية حركة الجيش .
مرت أيام قليلة من نجاح الثورة، ورحيل الملك، دون قطرة دماء وتعيين أكثر من وصى على نجله، قبل أن تتحول مصر من الملكية إلى الجمهورية، كان لا بد من الوفاء بالوعد، وأن يشعر المواطن بثمار الثورة، وهنا أعلن جمال عبد الناصر عن مشروع نهاية الإقطاع، بأن توزع أراضى الأثرياء على الملاك الأصليين وهم الفلاحون، لكن هذا صنع صداماً قوياً بين عبد الناصر وملاك الأراضى، ومن بينهم حسن الهضيبى مرشد الإخوان الذى كان يمتلك أكثر من 500 فدان، وأغلب أعضاء مجلس الشعب حينها، أصروا على أن تبقى ملكية الأرض فيما لا يزيد على 500 فدان، فى حين أصر مجلس قيادة الثورة على الاكتفاء بـ200 فدان فقط.
استمرت و احتدمت الخلافات بين عبد الناصر والإخوان عند توزيع المناصب، وكان هدف عبد الناصر توزيع المناصب على كل القوى الوطنية، لتحقيق أكبر قدر من التوافق المجتمعى، فى نفس الوقت كان يعلم جيداً بخطورة الإخوان، و مشروعهم الاستعماري المستتر تحت عباءة الدين لكن نظرًا لمعرفته الجيدة بهم حدث ما توقعه، عندما اتصل بمكتب الإرشاد وطلب منهم ترشيح عدد من الأسماء لتولى الحقائب الوزارية، بدأ التخبط بين المرشد ومكتب الإرشاد، وراح كل منهم يرسل بأسماء مختلفة، ليقرر عبد الناصر اختيار أحمد حسن الباقورى، عضو مكتب الإرشاد، الذى لم يكن اسمه موجودا بين الأسماء التى رشحها المرشد أو مكتب الإرشاد، والهدف هنا أن يكون عبد الناصر قد حقق هدف الإخوان بتولى أحد عناصر الجماعة منصبا كبيرا، أما اختيار الباقورى فكان بسبب أنه شيخ أزهرى وسطى، وهو ما لم يلق قبولا لدى مكتب الإرشاد، فتم استدعاؤه وطلب منه تقديم استقالته، إلا أن الباقورى رفض، فتمت إقالته من مكتب الإرشاد، فيما انطلق الهضيبى إلى عبد الناصر من أجل الإطاحة بالباقورى، لكن عبد الناصر رفض، وعندما احتد الخلاف من قبل الهضيبى رد عبد الناصر، بأن "ثورة 23 يوليو قامت دون وصاية من أحد، ولن نسمح بأى وصاية بعد نجاحها".
السياسة و الحكم و الاتجار بالدين الشغل الشاغل لجماعة الإخوان، حتى ولو عقدوا صفقة مع الشيطان نفسه، فالأهم أن يحققوا ما يهدفون إليه، بعقيدة " الدم بالدم و الهدم بالهدم " و راحوا ينظمون المظاهرات، وكانت البداية عندما استدعوا طالبًا إيرانيًا يدعى نواب صفوى، أحد أعضاء جماعة "فدائيان الإسلام الشيعية"، من أجل الاستعانة به لتنظيم المظاهرات فى الشوارع، ليس هذا فقط بل عقدوا صفقة مع الإنجليز من أجل إثارة القلاقل داخل المجتمع المصرى، على أن يكونوا شوكة وذريعة الإنجليز لعدم مغادرة البلاد، وهو ما أكده أنتون إيدن، رئيس وزراء بريطانيا فى مذكراته، قائلاً: كنا نعتمد على الإخوان فى إثارة القلاقل والإضرابات لإيقاف مفاوضات الجلاء، بدعوى أن الأحوال داخل مصر غير مستقرة و يستمر الاحتلال الانجليزي لمصر عبر خيانات الإخوان للشعب .
كما أشار إلى أن المفاوضات بين بلاده وجماعة الإخوان كانت تتم بين السكرتير الشرفى فى السفارة البريطانية والقيادى الإخوانى منير الملا فى منزل الأخير ببولاق، حتى لا تنكشف اتفاقاتهم السرية ، وهو ما يفسر أيضاً طلب الإنجليز بأن تكون مهلة مغادرة البلاد عشرين شهراُ، لاعتقادهم أنها مهلة كافية لإثارة القلاقل والاضطربات داخل المجتمع المصرى عن طريق ذراعهم الإخوانية.
تصاعدت الخلافات بين الإخوان وعبد الناصر، عندما طلب الهضيبى لقاء عبد الناصر، وأكد عليه خلال اللقاء بضرورة إلزام الفتيات والسيدات داخل مصر بارتداء الحجاب، في محاولة لإعلان وصاية الإخوان على الثورة و حتى تظهر جماعة الإخوان أمام الشعب المصرى بأنها ترفع راية الإسلام، بينما عبد الناصر لا يريدها دولة إسلامية، إلا أن ناصر قال له: "ابنتك تدرس فى جامعة الطب، ولا ترتدى الحجاب، أنت لم تستطع فرض الحجاب على أهل بيتك، وتريد منى إجبار المصريين على ارتداء الحجاب، بأى منطق"، ثم أعلن عبد الناصر عن ذلك اللقاء فى أحد خطاباته الشعبية، الشهيرة .
استمر الإخوان على نفس النهج فى إثارة الفتن، وطلبوا لقاء محمد نجيب عدة مرات، و الذي تم اختياره زعيما لتنظيم الضباط الأحرار لكونه الأكبر سنا ثم رئيسا لمصر و راح الإخوان يؤكدون له أن الأمور لا تسير على هوى الشعب المصرى، وأن ما يدور فى الشارع يؤكد أنه ليس إلا رئيسًا شرفيًا، لا يملك من أمره شيئًا، وفى نفس الوقت كانوا يهددونه بالمظاهرات الفئوية، حتى إن إحدى المظاهرات انطلقت من الجامعة حتى قصر عابدين، أثناء لقاء الرئيس نجيب بعبد الناصر، وهنا خرج نجيب وعبد الناصر إلى شرفة القصر.
أثناء هتاف الطلاب، أشار محمد نجيب إلى أحد الطلاب ويدعى عبد القادر عودة، طالب إخوانى، ليصعد عودة إلى شرفة القصر ويتوسط الرئيس محمد نجيب، ورئيس الوزراء حينها جمال عبد الناصر، كان المشهد مربكًا بالنسبة لعبد الناصر، خاصة عندما همس نجيب فى أذن عودة، ثم أشار عودة إلى الطلاب لينصرفوا فى صمت، هنا علم عبد الناصر أن الإخوان قد تمكنوا من الرئيس محمد نجيب و أن هناك صفقة سرية بين الإخوان و نجيب لو استمرت لاستمر الاحتلال الانجليزي لمصر .
بعد أيام قليلة طار نجيب ليرأس وفد مصر إلى السودان، من أجل الاحتفال بكتابة دستور جديد فى حالة طرح الاستفتاء الشعبى والموافقة على انفصال السودان عن مصر، وكانت تلك أحد العراقيل التى طرحها الإنجليز بانفصال السودان عن مصر، وهنا أيضًا يؤكد كبير المؤرخين عاصم الدسوقى أن السودان لم تكن تابعة لمصر حتى عام 1820 عندما ضمها محمد على، وهو ما يعنى حقها فى الاستقلال.
فى هذا الوقت نجح عبدالناصر في تحديد العناصر الإخوانية في مفاصل الجيش و الدولة و تحديد رجال نجيب المتحالفين مع الإخوان و استغل عبد الناصر سفر نجيب، وأصدر أوامر باعتقال قادة الطلاب المشاركين فى مظاهرة قصر عابدين، كما أصدر قرارًا بحظر جماعة الإخوان، وفور عودة نجيب كان عبد الناصر قد سيطر على الأمور من جديد و اضطر نجيب للتوقيع على القرارات التى أصدرها فى غيابه، ووقع نجيب بالفعل، ليطلب الهضيبى خلال أول لقاء جمع بينهما فور عودته من السودان أن يلغى التوقيع على القرارات التي أصدرها عبد الناصر، إلا أن نجيب رد عليه بأن القرار قد نفذ بالفعل وانتهى الأمر، وفى مارس 1954 تم عزل محمد نجيب وتحديد إقامته بسبب اتصالاته السرية مع الإخوان و الانجليز .
استمر ت جماعة الإخوان في التآمر على الشعب و الثورة و اتفقوا مع الانجليز على قتل جمال عبدالناصر و عودة الاحتلال الانجليزي تحت دعوى الاضطرابات و الانفلات الأمني بعد اغتيال ناصر و عاد الإخوان في الظهور فى المشهد من جديد، بقوة بحادثة المنشية فى 26 أكتوبر من نفس العام، حيث أطلقوا النار على الرئيس جمال عبد الناصر أثناء إلقاء خطاب فى ميدان المنشية بالإسكندرية، ورد ناصر بحملة اعتقالات لقيادات الإخوان، التى انتهت بإعدام عدد كبير منهم، والسجن للباقين، لتموت جماعة الإخوان إكلينيكيًا وقتها و هروب معظم قادتها لأوربا و السعودية ، قبل أن تتنفس من جديد الصعداء، بصفقة الرئيس الشهيد السادات مع الإخوان برعاية السعودية و أفرج السادات عن قيادات الجماعة التي أخذت مساحة كبيرة من الحرية في مفاصل الدولة حتى اتفقت مع الاستعمار الخارجي و نجحت في اغتيال السادات بالتعاون مع استخبارات أجنبية لتواصل الجماعة مسلسل الخيانة و تغتال السادات ، بطل حرب العزة والكرامة فى 73 واسترداد أرض الفيروز
نقلا عن الزميلة " الأخبار المسائي " دار أخبار اليوم

تعليقات
إرسال تعليق