رثاء حبيبتى_التى_كانت



رثاء    حبيبتى_التى_كانت

هذه الليلة سأشكوك إلى طيفك ..
سأخبره بما لم أخبرك به من قبل ..
سأبكى على صدره طويلآ ..
لأنى أفتقد صوتك .. صمتك ..
كل مافيك .. أفتقد بكل جنون ..
لا يمكننى إيقاف قلبى عن الاشتياق ..
إليكى .. ولا يمكننى منع قلبى من حبك ..
ولا يمكننى رد قلمى عن كتابة حروف إسمك .. لو لم يكن بوسعى أن أبقيك بجانبى إلى الابد ..
ستبقى بقلبى وتبقى صورتك بذاكرتى إلى الأبد ..
لإنى بكل أختصار أحببتك : ومازلت .. عشقتك : ومازلت ..
ولم ولن تحركنى إمرأة سوى أنتى
ياكل النساء ؛ وياكل العشق

أتذكر الآن عندما كنت أحادثك عبر الهاتف وبعدها أغلقت معكى بشكل مفاجئ ..
ثم عدت بعدها بفتره بالاتصال بكى ..
فشعرتى إنتي بأننى متعب .. فسألتينى عن سر تغير صوتى
فقلت لكى بإني اْتقرصت من عقرب لإنه كان يصير علي صديقى أثناء نومه وعند محاولتى لإبعاده فلدغنى ؛ وأني كنت فى عيادة القطاع ....
وقتها ظللتى تتشاجرى وتهللى معى وكنتي فى منتهى العصبيه جدآ .
واْنا لا أعلم سر كل هذه العصبيه ...
لاء كنت أعلم ولكنى لست متأكد ؛
بعدها خرجتي فى البلكونه وقلتي لي كلمه لا أستطع نسيانها حتى تلك اللحظه "
قولتى لي بالحرف " ممكن تبقي تخلي بالك من نفسك عشان خاطرى ع الاقل "
عندما سمعت تلك الجمله تخيلت حمرة الخجل على خدودك .. حتى أننى شعرت بها من عندى وأنا برغم أنه بيننا أميال ..
مجرد تخيلى بحمرة الخجل بخدودك جعلتتى أشعر بالدفا فى عز برد الصحراء .
هذا الموقف مر أمامى عند سماعى لتلك الجمله ..

أريد أن أسألك سؤالآ .... ؟؟
لا سوف أجيب أنا .... ورب الكعبه هذا الموقف جعلنى أشعر بالبراءه التى لم أشعر بها فى أنثى غيرك
هل لكى أن تظنى مشاعر بهذه البراءه والحب والحنان هذا لا تستحق أن أذوب فيها عشقآ
وأعلم أن لولا يقينك بعشقى لكى الذى كان حتى وقتها مازال مختبى ..
تلك لجمله التى جعلتنى أتمنى لو كان كل يومآ يلسعنى عقرب لإسمعها كل يومآ من شفاهك ؟
ولهذا أحببتك بكل قوه
اْن حبى لكي اْقوى من الحب ذاته ..
فإنتى لا يصح أن أعشقك إلا هكذا .. بكل جنون
فأنتى ياحبيبتى الغائبه : الحاضره ؟
لا يجوز إلا أن يكون حبى لكى ؛ وبكى أنتى ..
أتدرين لماذا ؟
كونك اْنتى اْجمل واْرق ملاك كان منذ زمنآ قريب يسير على الارض .
أوقاتآ كثيره واْنا جالسآ فى مكتبى أشرد بخيالى فى ذكرياتنا مع بعضنا البعض
فمثلآ أذكر الآن اْول مكان جمعنا سويآ لاول مره لوحدنا .... كان وجهك كعادته عليه حمرة أيضآ خجل من شدة الكسوف
لازلت أذكر أيضآ اليوم والتاريخ والساعه ..
كنت أعلم انكى تحبينى . ولكن حبى أنا لكى كان أكبر وأقوى وأعمق ..
آهاااااآ لو تعلمين ياحب عمرى كم أنا مشتاقآ لكى .. أشتقت لسماع صوتك .. أشتقت لرؤيتك .. أشتقت للحديث اليكى وللنظر لعيناكى

فأنتى كنتى ومازلتى وستظلى لى كل شئ ؛
فأنتى ..
حبيبتى التى كانت .
بجانب مثواكى الأخير أجلس شاردآ أدخن سيجارتى مابين غفوة المساء وأشرقة النهار ..
ذهبتى حبيبتى وصعدت روحك إلى بارئها فى السماء وهبط قلبى إلى أرض الهذيان ..
كيف تتجرئين على الرحيل وأنا أحمل لكى كل مايطيل العمر ؟
كيف تذهدين العيش بعد أن أيقظتى قلبى من سباته العنيد . أهكذا فى لحظه تذهدين الحياه معى ؛؛ وتذهبين دون عوده .
أنا لا أصدق حتى الآن أننى أزور حفنة من التراب كانت حبيبتى منذ الطفوله . لا أعقل أن من منحتنى مذاق الاشيئاء أصبحت الأن تحت كومآ من التراب والعدم ..
هل ياترى تشعرين بوجودى ؟
هل تحسين بالدموع المتجمده بعيناى ؟
هل تحسين بالصرخة المكتومه بداخلى ؟
إن الاموت أكثر شفافيه من الاحياء .. هكذا كنتى ترددين لي دائمآ .
أشعل سيجارتى الأخرى فى حرقة ونار ،،
هل تذكرين عندما كنت أحب أن تشعلى لى سيجارتى ودائمآ تنسين وتتركينى لحظات أنتظر مابين يديكى والنار .... نعم أعترف للجميع الأن .
نعم أحببتك أيتها المرأه المسافره فى ليلآ طويل .
أحببتك أيتها المرأه التى لا يمن بها القدر إلا مره واحده بالزمان .
أحببت تفردك الذى كان يفزعنى . أحببت جنونك الذى لم أفهمه حتى الأن
كم عذبنى حبك .. لم أغفر لكى أبدآ أنكى جعلتينى أحبك وأعشقك وأشعر بالغيره وأنا الرجل المحصن من تلك كل هذه المشاعر ..
أحتفظت بكامل صحتى سنوات طويله وعرفت الكثير من النساء .. وﻻ واحده منهن غيرت قناعتى . إلا واحده منهن حركت الرجل العاشق داخلى على الخروج من عزلته . هى أنتى بعد أن أحببتك . ومازلت أرئ أن الحب مرضآ ولكنه المرض اللذيذ الذى نهرب نحوه جميعآ .. الذى يثبت أننى سليم العقل والجسد والروح ..
أبدآ لن أغفر لكى أنا والذكريات ومثواكى الأخير هذا .فكيف تتركينى وحدى بعد أن تعلمت معنى الحياه على يديكى ..
هذا شيئآ أخر لن أغفره لكى . أيكون رحيلك عنى نوعآ من الأنتقام لى ..
أشعل سيجارتى الالف بعد المليون فى مرار وأبتلع سخرية الزمان ..
أنا وأنتى كنا دائمى النقار والشجار . طالت بيننا أيام الهجر والخصام وكأننا كنا نملك العمر كله بل الدنيا بأسرها .. هل كانت متعة اللقاء أكثر مما نتحمل .
فأرتضينا الفراق والخصام . ام هل أستهوتنا لعبة المراوغه ...؟
كنتى تقولين لي . " ذلك الطفل المشاغب داخلك يراوقنى اللعب معه " .
لعبنا حتى قتلتنا اللعبه .أطفئ سيجارتى . وأنثر زهور صفراء فوق مثواكى الأخير وأشتهى عبيرك الغائب ..
هل تذكرين أخر مره جئتى فيها بالزهور ؟ كان اطول خصام بيننا ..
شهورآ مرت وكلآ منا يصر على كبرياء أحمق . قطعنا كل شئ .
الوعود .
الهاتف .
الاصدقاء .
صلة الدم .
وأمسيات السهر الجميله .
زعمتى لمن يسألك عنى أن كل شئ على مايرام .
وأدعيت أنا لمن يسألنى عنكى أننى أحب إمراة غيرك ..
كلآ منا أتقن الدور بمنتهى البراعه . فيبدو أن مرات الخصام المتكرره منحتنا التدريب اللازم على الكذب .
وكنت أنا كلما تماديت فى الكذب أدرك أننى أكثر حبآ وصدقآ مع إمرأة فى مثل عنادى . ورجلآ فى مثل مكابرتك ....
كان لابد أن يتدخل القدر ويرتب وقتها صدفة اللقاء .
لن أنسى المره التى أهدتينى فيها ورده حمراء ..
فقلت لكى "أن عمر الورد قصيرآ كأيام الوصال بيننا حبيبتى"
وكان ردك أنتى "أجمل الحب أقصره عمرآ وأحلى المشاعر مايمسنا



للأديب والروائي محمود عزالدين

تعليقات