محمد أمين يكتب : سد النهضة 13 عاما من الفشل .. مبارك أدار الأزمة بالنيران الصديقة و مرسي باع القضية و السيسي يحاصر آثيوبيا












نجح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قي حصار آثيوبيا و مراوغات مسئوليها الذين استغلوا حالة الضعف التي ضربت مصر في ثورة يناير 2011 و أصبح الرأي العام العربي و الافريقي و الدولي يؤيد حقوق مصر التاريخية في مياه النيل حيث تستضيف الولايات المتحدة اجتماع اليوم 6 نوفمبر يضم ممثلين عن مصر وإثيوبيا والسودان لبحث التباحث حول كسر الجمود في المفاوضات حول سد النهضة.

طفت أزمة النهضة بعد فشل الجانبين المصري والإثيوبي بالتوصل إلى اتفاق بخصوص حصة مصر من مياه النيل خلال فترة ملئ السد بسبب التعنت الاثيوبي

وتسابق الدبلوماسية المصرية الزمن لإيجاد حل للأزمة الممتدة منذ 13 عاما وهي تعول كثيرا على الوساطة الأمريكية للتوصل إلى حل ..

مرت الأزمة بعدة مراحل  مهد لها محاولة اغتيال مبارك في آثيوبيا التي كانت بداية للخلاف الكبير بين البلدين 

محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس الأسبق حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا يوم السادس والعشرين من عام 1995، حيث  كان يستعد للمشاركة في أعمال القمة الإفريقية التي كانت تستضيفها إثيوبيا في هذا العام، ظلت أسرار هذه المحاولة يحيطها كثير من التكتم وعدم الإفشاء بأي تفاصيل عنها و كانت مدبرة و تمهد لأزمة السد 
 التحرك المصري الذي انطلق رسميا لمواجهة الاضرار بحصة مصر من نهر النيل  في العام 2006 عندما حذر الرئيس المصري الأسبق المخلوع حسني مبارك رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي من حجز مياه النيل عن مصر، مؤكدا أن أي مشروع لحجز المياه عن مصر سيحدث أزمة كبيرة. وهدد مبارك بتدخل عسكري في إثيوبيا.

لكن زيناوي أعلن في العام 2010 أن ليس من حق مصر منع إثيوبيا من إقامة سدود على نهر النيل وأن مصر لا يمكن أن تنتصر في حرب ضد إثيوبيا بعد دخول قطر و اسرائيل و في الخفاء تركيا و أمريكا بإدارتها وقتها التي كانت تخطط للفوضى الخلاقة في مصر لارغام مصر على توصيل مياه النيل لاسرائيل و قامت قطر بتمويل السد بل و تمويل مستلزمات الحرب العسكرية لتأييد آثيوبيا لجر مصر إلى مواجهات عسكرية و أدار نظام مبارك الأزمة بالأسلحة الفاسدة حيث كان يدير الأزمة وزراء الري خريجي معهد المعونة الأمريكية و علاقاتهم السرية باسرائيل تحت غطاء البرنامج الأمريكي لتطوير الري في مصر و الذي تم الغائه بلخطورته على الأمن القومي المصري و الذي كان يديره هشام قنديل رئيس وزارء مصر في عهد الإخوان .

وفي شهر مايو 2010 وقبل ثورة 25 يناير بـ 6 أشهر فقط وفي خطوة مفاجئة قامت 5 دول بالتوقيع على اتفاق مائي إطاري جديد يطلق عليه "عنتبي"بأموال قطر ، حيث رفضه الرئيس المصري الأسبق وقام بتشكيل لجنة طارئة لمتابعة الأمر و بدأت الأجهزة السيادية المصرية إدارة الملف بدلا من وزارة الري و الخارجية .

وفي العام 2011 وضعت إثيوبيا حجر الأساس للسد، واتفقت مع مصر على تشكيل لجنة ثلاثية لبحث دراسات متعلقة بالسد وإرسال فريق فني من مصر وإثيوبيا والسودان، لبحث التأثيرات المحتملة للسد على مصر والسودان.

الإخوان باعوا القضية

وبعد رحيل مبارك، عقدت اللجان المشتركة في العام 2012 ثلاثة اجتماعات. 
 وذكر تقرير نهائي للجنة الثلاثية الصادر في العام 2013 أن بناء السد سيؤثر سلبا على مصر، فيما تضمن اجتماع قاده الرئيس المصري المعزول الراحل، محمد مرسي، تضمن بثا مباشرا لوقائعه على، وشملت تلميحات عسكرية باستهداف السد.

 وقال مرسي أنذاك إن مصر لا تريد خلافا مع إثيوبيا لكن كل الخيارات مطروحة و عاد مرسي من زيارة لآثيوبيا معلنا أن الاقتصاد أهم من المياه ثم أعلن مرسي عن موافقة مصر على بناء سد النهضة ب " الحب" بين مصر و آثيوبيا مؤكدا أن بناء السد لن يؤثر على مصر و أن مصر ستعوض نقص المياه بالحب بعيدا عما سماه إجرام عصابة مبارك و سرعان ما نشرت في آثيوبيا تقارير عن حصول المسئولين في مصر من جماعة الإخوان على 2 مليار دولار من قطر للموافقة على بناء السد و غض الطرف عن مستقبل حصة المياه في مصر و ما قد تتعرض له البلاد من جفاف و قحط و كوارث بسبب نقص مياه النيل بل تخطى الأمر إلى موافقة مرسي على ضم حلايب و شلاتين المصرية إلى الأراض السودانية بالاتفاق مع قطر و الرئيس السوداني المخلوع الإخواني عمر البشير الذي أطاحت به الثورة السودانية منذ عدة أسابيع و يواصل الإخوان منح الهدايا لقطر بتقسيم مصر بالموافقة على توطين أبناء غزة في سيناء بتمويل قطر أيضا للقضاء على القضية الفلسطينية للأبد بل تمهيد لإعادة احتلال اسرائيل لسيناء بحجة انطلاق صواريخ حمساوية من سيناء الوطن البديل للفلسطينيين لكن ثورة 30 يونيه أنقذت مصر من المصير المجهول .


وفي العام 2014 استأنف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا، هايلي ماريام ديسالين، عمل اللجنة الثلاثية حول السد وإجراء الدراسات، حيث اتفق الجانبان في العام نفسه على تنفيذ توصيات لجنة "خبراء دولية" اجرت دراسات حول السد.

واتفقت مصر والسودان وإثيوبيا على معايير عامة لتقييم واختيار الشركات الاستشارية لإجراء دراسات فنية. وفي العام 2015 وقعت الدول الثلاث على "إعلان مبادئ سد النهضة"، والاتفاق على كيفية إنجاز السد وتشغيله دون الإضرار بمصر والسودان.

ورفضت أثيوبيا مقترحا مصريا بزيادة فتحات تصريف المياه خلف السد من بوابتين إلى أربع بوبات، مؤكدة أنها لن تتوقف عن بناء السد ولو للحظة.

وفي العام 2017 تم الاعلان عن فشل اجتماع للجنة الفنية الثلاثية المعنية على المستوى الوزاري، بالقاهرة، حيث اقترحت مصر مشاركة البنك الدولي كوسيط محايد في أعمال اللجنة الثلاثية، وهو ما رفضته اثيوبيا، وفي 2018 أعلنت مصر فشل اجتماع جديد في الخرطوم عقد بمشاركة وزراء الخارجية والري ورؤساء أجهزة المخابرات بالدول الثلاث، كما أعلن عن فشل اجتماع ثلاثي آخر في إثيوبيا،في العام ذاته.

والشهر الماضي استأنفت مصر واثيوبيا المفاوضات على مستوى وزاري في الخرطوم، قبل أن تعلن مصر أن الأمور وصلت إلى "طريق مسدود".

وأعلن مبعوث الرئيس الروسى للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ميخائيل بوغدانوف أن موسكو مستعدة للتوسط بين أديس أبابا والقاهرة، حيث عقد لقاء بين السيسي وآبي أحمد في سوتشي الروسية، قبل أن تعلن القاهرة عن اجتماع وساطة في واشنطن يوم 6 نوفمبر الجاري.

وأكد السيسي في أكثر من مناسبة أن الدولة المصرية بكل مؤسساتها ملتزمة بحماية الحقوق المائية المصرية فى مياه النيل بعد تلميحات آثيوبية عن استعداد آثيوبيا للحرب نفاها آبي في القمة الافريقية الآثيوبية مؤكدا أن الإعلام صنع الخلاف مع مصر و اجتز التصريحات من سياق مختلف .

و نجح السيسي في الحشد الدولي لتأييد الحقوق المائية لمصر في نهر النيل بعقد مؤتمرات دولية في مصر و خارجها عربية و أوربية و افريقية و غربية الكل حاصر آثيوبيا معنويا و أرغمها على العودة إلى المفاوضات حول ملء السد و الحفاظ على حصة مصر من نهر النيل .

دخلت اسرائيل على خط المواجهة بالحديث عن منظومة صاروخية للدفاع عن سد النهضة مؤكدة أنها تقف على مسافة واحدة من أطراف الأزمة مشيرة إلى أن دولة بالمنطقة هي التي تقف خلف تسليح آثيوبيا نافية أن تكون اسرائيل من زودت آثيوبيا بالصواريخ .

تعليقات