خبير عسكري يستعجل " حرب النيل "








تحت العنوان أعلاه، كتب الكسندر خرامتشيخين، في "كوريير" للصناعات العسكرية، حول وجوب أن تقرر مصر سريعا، إما تقصف سد النهضة الأثيوبي الآن، أو لن تتمكن من ذلك غدا فتخسر كل شيء.

وجاء في مقال خرامتشيخين، نائب مدير معهد التحليل السياسي والعسكري:

يعد النيل المصدر المهم الوحيد للمياه، في شمال شرق إفريقيا الصحراوي والقاحل. وفي العام 2011، قررت إثيوبيا بناء محطة كهرومائية عملاقة (هي الأكبر في إفريقيا) على النيل الأزرق تحت اسم "نهضة إثيوبيا الكبرى".

تعاني مصر من دون المحطة الإثيوبية للطاقة الكهرومائية نقصا في المياه، وبعد تشغيلها، ستعيش في انتظار كارثة اقتصادية واجتماعية حقيقية. لذلك، فبمجرد أن بدأت إثيوبيا بناء محطة للطاقة الكهرومائية، قام رئيس مصر آنذاك، الإسلامي محمد مرسي، بتهديد أديس أبابا مباشرة بضربة عسكرية.

القوات المسلحة المصرية، من بين أقوى جيوش العالم. والقوات المسلحة الإثيوبية من بين الأقوى في إفريقيا الاستوائية. ولكن، لا يمكن مقارنتها بالقوات المصرية. لو كانت هناك حدود بين الدولتين، لما أقدمت أديس أبابا على مثل هذا المشروع. لكن لا توجد حدود مشتركة؛ فالسودان يفصل بين مصر وإثيوبيا.

وهكذا، فقوات مصر البرية العملاقة لا جدوى منها، لأن السودان لن يمنحها أراضيه للسير نحو إثيوبيا. ومع أن من غير المحتمل أن يقاتل السودان بشكل مباشر إلى جانب إثيوبيا، إنما هو بالتأكيد لن يساعد القاهرة بأي شيء.

في الوقت نفسه، يمكن توجيه ضربة لمحطة توليد الطاقة الكهرومائية فقط في مرحلة البناء. فعندما تكتمل محطة الطاقة الكهرومائية ويبدأ ملء الخزان (وهذا سيحدث في المستقبل القريب جدًا)، لن تستطيع مصر ضربها، بل على العكس، ستكون مضطرة لحمايتها مثل مقلة العين. ففي حال تدمير السد بعد ملئه، فسينهال دفق هائل من الماء من خزانه إلى النيل الأزرق، ثم عبر مجرى النيل نفسه، وسوف يقوم أولاً بتدمير أكبر مدن السودان، الخرطوم وأم درمان، ثم يدمر سد محطة أسوان الكهرومائية في جنوب مصر.

لهذه الأسباب، يجب على القاهرة إما أن تستعجل في بناء تحالف مع الخرطوم، أو تثير انتفاضات داخلية في إثيوبيا، أو تتحمل خسارة المياه التي تعاني نقصا فيها منذ الآن. لكن هذا التسليم يمكن أن يؤدي في مرحلة ما إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية خطيرة. وبحلول ذلك الوقت سيكون من المستحيل قصف محطة الطاقة الكهرومائية الإثيوبية.

تعليقات