مازالت تنتظر




مازالت تنتظر 

بقلم .. رجاء الحسن 

الأردن .. عمان 

استيقظت ريم من نومها علي صوت ضجيج الأطفال المتواجدين في البيت اليوم عطلة رسميه والعائله مجتمعه كلها. 

رتبت غرفتها ثم ذهبت إلي الحمام للتوضؤ وتصلي صلاة الضحي ثم اتجهت نحو المطبخ لتعد الفطور مع العائله لتجد أمها وعائلتها مسرورين لانها أعلنت موافقتها المبدأيه علي شخص تقدم لخطبتها وانه سياتي اليوم ليتقدم لخطبتها هو وعائلته. 

فقد رآها صدفة عند زيارتها لصديقتها التي كانت ترقد في المستشفي وطلب من صديقتها وهي قريبته ان تخبرها برغبته بالزواج منها فوافقت على الفور اعتقادا منها انها سترتاح ولو قليلا من ضغط والحاح اسرتها عليها ومن المحيطين الذين من حولها عن اسباب رفضها للمتقدمين لزواج منهاوعن تساؤلاتهم الفضوليه .

لهذا الرفض كانت تخلق أعذارا  مختلفة للرفض 

. لكن في حقيقه الأمر انها لم تجد الزوج المناسب لها ، هي تبحث عن زوج ذو أخلاق عالية وذو ثقافة ورجاحة عقل وأن تشعر نحوه بالحب والأمان وأن يحتوي التمرد الأنثوي الذي في داخلها وأن لا ينظر اليها علي أنها امرأه جميله،بل ان يعجب باخلاقها وفكرها وثقافتها . 

تتمني ان يكون هذا الرجل هو الزوج المناسب لها لارضاء أهلها الغاضبين منها ،لرفضها لكل متقدم لها . 

اقترب الموعد المحدد لمجئ الضيوف فالاخ الأكبر ذهب الي غرفتها ليتأكد من انتهاء تجهيز نفسها لاستقبال الضيوف ، أما والدتها فقد بدأت تعد نفسها لاستقبالهم. 

جاءوا للموعد المقرر جلست معه وحاورته بعدة مواضيع لكنها لم تشعر نحوه بأي مشاعر اتجاهه وانه ليس الزوج المناسب لها ، بالرغم أنه يحمل من الصفات تتمناه الكثيرات لزواج منه والارتباط به ، انتهت الزيارة علي اتفاق بانتظار اتصال من أهلها لتحديد موعد الخطوبه والزواج ، بعد مغادرتهم أخبرت أسرتها أنها غير موافقة بالارتباط به . 

وهنا غضبت أسرتها من قرارها وبدأوا يمارسون عليها الضغط لكي توافق علي الزواج خوفا من أن يمر العمر بها دون زواج فللأسف لدي مجتمعاتنا العربية لايتفهمون أنه من حق المرأة ان تختار شريك حياتها مهما بلغت من العمر حتي لو تجاوزت الأربعين والخمسين من عمرها مثل الرجل الذي يتجاوز الأربعين والخمسين من عمره وهو مازال يبحث الزوجه المناسبه له وهذا الحق قد اقره ديننا الإسلامي الحنيف لها لكن للأسف ابتعدنا عن تطبيق ديننا واتبعنا عادات وتقاليد اجتماعيه خاطئة مما أدى بنا المطاف إلي ارتفاع نسبه الطلاق في مجتمعاتنا وظهور ظواهر اجتماعية سلبية في مجتمعاتنا نتيجة منع وحرمان المرأة من حقها في اختيار شريك حياتها،فلنسعي جميعا لتغيير تلك العادات الخاطئة الموجودة في مجتمعاتنا التي تتعلق بالزواج لأجل حياة اسرية مستقرة

تعليقات