لنزرع الورود
بقلم : رجاء الحسن
الأردن ... عمان
ذهبت ذات مساء لأتسوق لكي أبتاع بعض الحاجات للبيت .
استوقفني أمر ما أثناء التسوق وهو سلوك امرأة تجاه ابنها الصغير داخل محل لبيع الألعاب عندما أراد ابنها أن يشتري لعبة له مرتفعة الثمن جذبت منه اللعبة وسبته وأخرجته من محل بيع الألعاب بعنف وهو يبكي وتتلفظ بكلمات مسيئة لهذا الابن .
أصابني الذهول والصدمة وقلبي تألم على هذا الطفل الصغير من ردة فعل الأم السيئة .
شردت قليلا أفكر بما حصل.... هل ؟ كل امرأه تصلح أن تكون أما وهل ؟ كل رجل يصلح أن يكون أبا وماهي ؟ المعايير التي يتم اختياركل من الزوجين لبعضهما عند الزواج ألم يراع كل من الطرفين عند اختيارهما لبعض أن كل واحد منها هل يصلح أن يكونا أما أو أبا صالحين ولهم المقدرة والمعرفة بكيفية تربية والتنشئة السليمة للأبناء
هل ؟هما مؤهلين لذلك أن تلك المؤهلات التي يجب أن تتواجد بكل من الزوجين .
حتي يصبحا أما وأبا قادرين على التربية وتنشئة ابنائهم التنشئة الصحيحة.
مما تنعكس عليهما لاحقا بشكل إيجابي وعلى مجتمعهما .
ويصبحوا أبناء صالحين لهما ولمجتمعاتهم.
فبهم يرتقي المجتمع ويتميز ويبني علي ركائز قوية ولبنة متماسكة لايمكن هدمها .
لم أكمل التسوق وذهبت إلي البيت مستاءة لما حصل
أخذت قسطا من الراحة قليلا لأبادر بالاتصال بصديقة لي لها مركز توعوي تقيم فيه المحاضرات التوعوية والتثقيفية
. طلبت منها ان تنسق لي محاضرة عن التربية و التنشئة السليمة للأبناء وأثرها على الإسرة والمجتمع وان تدعوا الآباء والأمهات والمقبلين على الزواج لحضور هذه المحاضرة .
أبدت موافقتها وسعادتها لطرح هذا الموضوع وخاصة في وقتنا الحاضر ومما يحدث الآن من مشكلات اجتماعية ظهرت وتبين لنا مدي أهمية التربية والتنشئة السليمة كعامل اساسي في تنشئة جيل صالح لأسرته و لمجتمعه إضاة لجهل الكثير من أولياء الأمور والمقبلين على الزواج ،بالأسس الصحيحة للتربية والتنشة الصحيحة للأبناء .
اتفقت معها علي موعد المحاضرة جاء الموعد المقرر للمحاضرة وذهبت وانا أحمل معي بعض الورود وشجرة صغيرة اصطناعية لتكون النموذج والمفتاح الأول والرئيس لبدء المحاضرة وهو يعتبر بالنسبة لي بمثابة النموذج الأمثل للشبه بين تربية وتنشئة الأبناء وبين زراعة الورود والأشجار .
ومن ثم من خلالها نوضح الأثر الإيجابي الذي ينعكس على الأسرة والمجتمع و الذي نلمسه ونحصده من خلال التربية والتنشئة السليمة للأبناء .
كان عدد الحضور لا بأس به بدأت بالقاء المحاضرة والكل يستمع بإنصات ومحبة ورغبة في المعرفة والتعلم.
كان من ضمن حديثي الأساسي هو أن نحسن الاختيار عند الزواج لضمان أبناء صالحين.
ان نبدأ بتوفير لهم المكان والأكل واللبس المناسب لهم وهذا هو حق طبيعي لهم .
إضافة إلى أن نعمل على قيمة الأخلاق والوازع الديني لديهم، وحب العلم والتعلم .والمعرفه والثقافة .
أيضا أن يكون الوالدان القدوة الحسنة لأبنائهم لكي يقتدوا بهم في المستقبل بكل تصرفاتهم ،وكيفية صلتهم بأرحامهم.
وأن نعمل علي إيجاد القدوة الحسنة لهم ليحتذي بها وتكون النموذج الأمثل لهم . مثال على ذلك كشخصية الرسول صل الله عليه وسلم .
ثم تعليمهم فن الحوار الهادئ الهادف وغرس المحبة والتسامح لديهم وقبول الآخر المختلف عنهم والتعايش معه .
إضافة الى عدم القسوة عليهم والعنف معهم سواء كان بشكل لفظي كشتمهم وإهانتهم أو غير لفظي كضربهم بقسوة . ثم تدليلهم والعطف عليهم واحتضانهم باستمرار والتعبير لهم عن حبكم لهم وعدم الاساءة لهم والتقليل من شانهم وعند حصول أي مشكلة لديهم أوأي تصرف خاطئ قاموا به ، يتم معاقبتهم ومناقشتهم لوحدهم بعيدا عن الآخرين وعن إخوته.
الاهتمام بمبدأ الثواب والعقاب عند التربية ،وأن نراعي أن يكون العقاب ليس أمام أحد بل يكونوا لوحدهم . ثم تشجيع الأبناء لكل سلوك صحيح لهم ، ونقدم لهم الهدايا والمكافآت لكل سلوك جيد يقومون به .
أضافة بألا أغفل عن تعليمهم وتنشئتهم على مساعدة الآخرين ومشاركتهم أحزانهم وأفراحهم وأخيرا وليس آخرا يجب مراعاة الفروق الفردية لدي الأبناء فهم كالورود كل له رائحته المختلفة العطرة تملأ الكون كله.
فلابدأن نتفق اذا هنالك العديد من الأسس الصحيحة لتنشئة الأبناء بشكل صحيح لايمكن الحديث عنها من خلال محاضرة أو مقال .
فلنعتن ونهتم بما نزرع حتي نحصد أجمل الورود برائحتها العطرة الزكية
تعليقات
إرسال تعليق