كتب محمد العباسي
مأساة فيتوريا
أسدل الستار على أسوء مشاركات المنتخب المصري في كأس الأمم الإفريقية عبر تاريخه بعدما تحول على يد مدربه البرتغالي البائس روي فيتوريا إلى مسخ مشوة لعملاق القارة السوداء التاريخي صاحب الأرقام القياسية التي لا تضاهى ..
منذ الوهلة الأولى لتولي فيتوريا مسؤولية منتخب الفراعنة وهو يسير في الإتجاه المعاكس في كل شيء وكأنه كان يبحث عن إيهام الناس بعبقرية زائفة لم يمتلكها أبداً فكان الرجل الخطأ في المكان الخطأ في التوقيت الخطأ ..
خروج المنتخب المصري باكراً كنت أتوقعه قبل إنطلاق البطولة وهذه الصفحة تشهد على ذلك منذ نحو عام أو أكثر وإختياراته الغير مفهومة للاعبين كانت تشير بوضوح إلى إنه مشوش الفكر فاقد الرؤية عديم الشخصية مهما حاول تبرير إختياراته الصادمة بكلام هزلي لم يقنع طفلاً يبول على عقبيه ..
قبل مباراة الأمس أمام منتخب الكونغو الديمقراطية صرح النابغة البرتغالي بأن المنتخب المصري ليس في أفضل حالاته الفنية ولو نظرنا إلى هذا التصريح بعين الواقعية سنجد إنه ينم عن روح إنهزامية ناتجة عن فقدان الثقة في بقية المجموعة بعد إصابة محمد صلاح والشناوي وإمام عاشور علماً بإنها إختياراته التي تحدى بها الجميع مؤكداً في أكثر من مناسبة إنه من الصعب تغيير قناعاته ..
لقد كانت لقطة تلعثم اللاعب محمود حمادة في تسديد كرة سهلة سبباً في إنفجار الناس بالضحك على المقاهي كما لو أنهم يشاهدون مسرحية كوميدية من الطراز الأول مؤكدين في الوقت ذاته صدق مقولة إن شر البلية مايضحك ..
وإلى جانب محمود حمادة لا أعرف كيف تم إختيار أحمد الشناوي ومحمد صبحي وعلي جبر وأحمد سامي وأحمد حسن كوكا ومهند لاشين ومحمد النني للمنتخب فلا هم يمثلون المستقبل لكي نصبر عليهم ولا لديهم أي مميزات تمكنهم من القدرة على المنافسة مع الأفارقة أصحاب الأفضلية دائماً في هذه الأجواء ..
بالتأكيد لا ألوم على أي لاعب لم يقدم المستوى المأمول منه لأن الأمر يرتبط كلياً بالمواهب والقدرات ولكني أتعجب من بلادة المدرب في قراءة الأحداث وكأنه غائب عن الوعي فبعدما تلقي المدافع محمد حمدي إنذارا في الدقيقة 66 توقع كل من كان يشاهد المباراة إنه سيطرد لاحقاً لا محالة بسبب تدخلاته الغاشمة إلا روي فيتوريا الذي لم يحرك ساكناً وترك الأمر للظروف وسط حالة من الشرود الذهني لا مثيل لها ..
والخلاصة أن منتخب مصر عبر أربع مباريات في البطولة كان مثل خيال المآته أو الفزاعة المصنوعة على شكل إنسان من القش المخبأ في ثياب آدمية لإخافة الطيور وبعدما أدرك الجميع حقيقته لم يهابوه وتجرأوا عليه في غياب تام لصانعه الذي لم يفطن إلى أن الشكل بلا مضمون أشبه بالضحك على الذقون ..
لقد دفعنا الثمن باهظاً (200 ألف يورو شهرياً) لمدرب كان الدافع الرئيسي للتعاقد معه هو فشل مفاوضاته سابقآ مع الأهلي ولا أدري كيف تم النظر إلى هذه النقطة تحديداً عند تفاوض الداهية حازم إمام معه وهل إعتبرها مثلبة أم مكرمة وهل يمكنه الآن أن يتحمل مسؤولية إختياره بشجاعة أدبية ويعلن إستقالته ويتفرغ لتحليل دوري النيل وحل مشاكل نادي الزمالك ..؟!
أمامنا فرصة ذهبية للتعاقد مع مدرب ثوري صاحب شخصية وحيثية وخبير بالكرة الأفريقية وهو الفرنسي هيرفي رينار التلميذ النجيب لمواطنه الخبير كلود لوروا والوحيد الذي أحرز اللقب مع منتخبين مختلفين ( زامبيا 2012 وساحل العاج 2015 ) إذا ضاعت فقل على منتخب الفراعنة السلام ..
.
#الامين_الإخباري#
تعليقات
إرسال تعليق