#الحكم_الشرعي من ملاعبة الأطفال داخل#المسجد



#الحكم_الشرعي من ملاعبة الأطفال داخل#المسجد 


🕌 تمهيد

المسجد في الإسلام هو بيت الله، ومكانٌ للعبادة والخشوع، لكنّه أيضًا موضع يجتمع فيه المسلمون، ويتعلمون أمور دينهم، ويربّون أولادهم على حب الطاعة. ومن هنا برزت مسألة ملاعبة الأطفال في المسجد، وحكمها وفقًا للمذاهب الفقهية الأربعة، وما يستند إليه كل مذهب من أدلة شرعية.


📌 أولًا: مذهب الحنفية:

يرى الحنفية أن وجود الأطفال في المسجد، وملاعبتهم فيه، يجوز إذا لم يكن فيه أذى للمصلين أو إخلال بحرمة المسجد، فإن كان الأمر كذلك، فإنه يُكره، وقد يصل إلى التحريم إذا أدى إلى امتهان المسجد أو التشويش على المصلين.

📜 الدليل: استدلوا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم :

"إني لأقوم في الصلاة فأريد أن أطوّل فيها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوّز في صلاتي؛ كراهية أن أشقّ على أمّه" 

📖 


📌 ثانيًا: مذهب المالكية:

ذهب المالكية إلى أن دخول الأطفال المسجد وملاعبتهم فيه جائزٌ، ولا كراهة فيه، ما لم يترتب عليه إفساد أو تشويش على المصلين. فإن حصل ذلك، كُره إدخالهم، وصار واجبًا على وليّ الأمر منعهم.

📜 الدليل: استدلوا بحديث عبد الله بن شداد، عن أبيه قال:

"خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل الحسن أو الحسين، فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه، ثم كبّر للصلاة، فصلى، فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال: فرفعت رأسي، وإذا الصبي على ظهره، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يُوحى إليك، قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني، فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته" 

📖 

📌 ثالثًا: مذهب الشافعية:

يرى الشافعية أن إدخال الأطفال إلى المسجد وملاعبتهم فيه جائزٌ، لكن يُكره إن أدى إلى التشويش، أو تلويث المسجد، وهو قول قريب من مذهب المالكية.

📜 الدليل: احتجوا بحديث أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه، حيث قال:

"رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأمامة بنت أبي العاص على عاتقه، فإذا ركع وضعها، وإذا قام حملها" 

📖 


📌 رابعًا: مذهب الحنابلة:

ذهب الحنابلة إلى أن إدخال الأطفال إلى المسجد وملاعبتهم فيه لا بأس به، لكنه يُكره إذا أدى إلى الإخلال بحرمة المسجد، أو أذى المصلين.

📜 الدليل: استدلوا بما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال:

"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وهو حامل الحسن أو الحسين، فإذا سجد وضعه، وإذا قام حمله" 

📖 


📊 النتيجة والترجيح:

بناءً على ما سبق، يتبين أن المذاهب الأربعة متفقة على جواز وجود الأطفال في المسجد، وملاعبتهم فيه، بشرط عدم الإخلال بآداب المسجد، أو التشويش على المصلين، أو تلويث المكان. وإن حصل ذلك، فإنه يُكره، وقد يصل إلى التحريم إن كان هناك أذى واضح.


⚖ قاعدة فقهية مستنبطة:

📜 "ما كان مباحًا في أصله، فإنه يُمنع إن ترتب عليه ضرر، ويُباح إن لم يكن فيه مفسدة".


✅ خاتمة:

 ملاعبة الأطفال في المسجد ليست من المحرمات، ولا من المنكرات، ولا حتى من المكروهات بإطلاق، بل حكمها يختلف بحسب الحال:

إن كانت بلا أذى أو تشويش: فهي جائزة، وقد ثبت وقوعها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم 

إن أدت إلى التشويش أو العبث بالمكان: فهى مكروهة.

إن وصلت إلى حد امتهان المسجد أو إهانته: فهى محرمة.

مكرم عبدالرازق خروب 

#الأمين_الإخباري

تعليقات