دسائس اليهود والغرب في تفريق المسلمين: بين التفكيك المذهبي والاستنزاف الجغرافي





دسائس اليهود والغرب في تفريق المسلمين: بين التفكيك المذهبي والاستنزاف الجغرافي

  بقلم: آمنة الموشكي


منذ سقوط الخلافة الإسلامية، والمخططات الرامية إلى تمزيق وحدة الأمة الإسلامية لم تتوقف،

 بل أصبحت أكثر تنظيماً وتخطيطاً، تُدار من مراكز القرار في الغرب وتُنفّذ بأذرع متعددة، منها الاستعمار المباشر، والحروب الإعلامية، والتفتيت المذهبي،

 ناهيك عن دعم الأنظمة التابعة. ويُعدّ المشروع الصهيوني، ومن ورائه القوى الغربية، أحد أبرز المحرّكات لهذه السياسات التي تهدف إلى إبقاء المسلمين في حالة من الانقسام والتخلف، بما يضمن استمرار الهيمنة ونهب الثروات.


أولاً: التفتيت المذهبي كسلاح استراتيجي


لم يكن الخلاف المذهبي في تاريخ الأمة جديداً، لكن الجديد هو توظيفه من قِبَل قوى خارجية لأغراض استعمارية. فبذور الفتن بين السُنّة والشيعة، وبين طوائف أخرى،

 قد وُظّفت في العقود الأخيرة لتأجيج الصراعات الداخلية، كما حدث في العراق وسوريا واليمن ولبنان. 

وقد كشفت وثائق وتقارير استخباراتية غربية أن زرع الفتنة المذهبية يُستخدم كأداة لإضعاف المجتمعات من الداخل، 

عبر تغذية الشكوك والكراهية، وتمويل الإعلام الطائفي، وتسليح الميليشيات المختلفة.


ثانياً: التقسيم الجغرافي لضرب العمق الإسلامي


بعد الحرب العالمية الأولى، فرض الاستعمار الغربي اتفاقيات مثل "سايكس-بيكو" التي قسمت أراضي الخلافة العثمانية إلى كيانات مصطنعة وحدود مصطنعة، جعلت من التقاء المسلمين جغرافياً مهمة شبه مستحيلة.

 هذه التجزئة لم تكن عشوائية، بل هدفت إلى ضمان تبعية اقتصادية وسياسية لكل كيان، ومنع أي وحدة مستقبلية يمكن أن تشكّل تهديداً للمصالح الغربية، 

خصوصاً في مناطق الثروات الطبيعية كالخليج العربي وشمال أفريقيا.


ثالثاً: استنزاف الثروات بغطاء "التحالفات"


استغلت القوى الغربية والصهيونية حالة الانقسام لفرض هيمنتها الاقتصادية عبر شركات النفط والسلاح، وتحت ذريعة "الحماية" أو "التحالف" فأُبرمت صفقات غير متكافئة أهدرت مليارات من ثروات الشعوب الإسلامية. 

وقد ساعدت النزاعات المفتعلة – في كثير من الأحيان – على استمرار هذا الاستنزاف، عبر إغراق الدول في الديون، وتكبيلها باتفاقيات مشروطة، وتدمير بنيتها التحتية.


رابعاً: أدوات الإعلام والثقافة


لعب الإعلام الغربي، وأحياناً المحلي التابع، دوراً محورياً في صناعة صورة مشوهة عن "الآخر" المذهبي، وتحويل الخلاف الفقهي إلى صراع وجودي. كذلك، نُشر الفكر التغريبي تحت ستار "الحداثة" و"حقوق الإنسان.

،لتفكيك الهوية الإسلامية وإشغال الشعوب بصراعات ثانوية بعيداً عن قضايا التحرر والاستقلال الحقيقي.


خامساً: نحو استعادة الوعي والوحدة


في ظل هذا المشهد، فإن الطريق إلى الخلاص يبدأ بالوعي. على الأمة الإسلامية أن تدرك أن وحدتها هي الخطر الأكبر على أعدائها، وأن التنازع المذهبي لا يخدم إلا أعداء الإسلام. كما أن تجاوز الخلافات، والعودة إلى روح القرآن والسنة الجامعة، وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي بين الشعوب الإسلامية، هو السبيل لبناء قوة إسلامية موحدة قادرة على حماية الثروات ومواجهة التحديات.


علما

أن ما تمر به الأمة الإسلامية اليوم ليس قدراً محتوماً، بل نتيجة لمخططات مدروسة تُنفَّذ على مراحل، مستغلةً نقاط الضعف الداخلية.

 ولكن ما زال في الأمة وعيٌ ينبض، وإرادةٌ تتشكل، وطاقات هائلة تنتظر من يوجهها. فالوحدة الإسلامية ليست حلماً رومانسياً، بل ضرورة استراتيجية للبقاء والنهضة، وتحرير العقول المستعبدة والاوطان المستعمرة

بتحقيق السلام العادل للبشرية


آمنة ناجي الموشكي 

#الأمين_الإخباري

تعليقات