الغدر و الجبن و الخيانة



 سمعت الرصاصة الأولى فالثانية فالثالثة فالرابعة وحاولت أن أتقى باقى الرصاصات ، ثم قررت مواجهة الغدر والجبن والخيانة ولم أعد أرى شيئاً أو أحس بشئ ،لقد رأيت أمامى جموع الناس تتدافع فى ذعر وهلع وسمعت فى أعماقى صوتاً يهتف بى لمناداتها فأدعوها للبقاء ،لقد صرخت بدمى وأعصابي "أيها الرجال فليبق كل مكانه .. دمى فداء لكم .. حياتى فداء لكم .. روحى فداء لمصر".

ولقد فرحت وأنا أرى الجموع المحتشدة تعود إلى أماكنها فى لحظات خاطفة ،فقد عز علي أن يعكر صفو المصريين محاولة خسيسة لإغتيالى من جماعة تتاجر بالدين ،سعياً للوصول للسلطة ،فى ليلة نحتفل فيها بجلاء المحتل عن مصر.

لقد شعرت بأيادي كثيرة تجذبنى ،وتشدنى إلى مقعدى ،كانت جهود رفاقى تنحصر فى منعى عن الكلام رحمة بجهدى وصحتى وحالي ،كانت أياديهم تعارك جسمى فى قوة لا أحس بها ،ولكنى أدفعها بقوتى وإصراري على متابعة الكلام وتكلمت وأصداء صوت طلقات الرصاص مازال يقرع سمعى ووهج النار مازال يلهب بصري , وصوت روحى يهتف بي فى حيرة وذهول : أنا؟ أنا المقصود؟!!

لقد عزت على مصر ، وعزت على نفسي،وعز على مشهد الجماهير الوفية ،تهتف بحياة مصر وحياتى وتهدج صوتى ،واستبد بى التأثر خشية على بلادى من حمامات دم ،تجرها لها جماعة متعصبة لا تتورع عن اغتيال كل من يخالفها بخسة وندالة واستغلال للدين ،فسمعت نفسي أقول للناس :"روحى لكم .. دمى من أجلكم .. أنا فداء لكم .. إذا قتلوا جمال عبد الناصر فكلكم جمال عبد الناصر."


"الزعيم جمال عبدالناصر يحكى عن محاولة اغتياله فى حادث المنشية"

#الأمين_الإخباري#

تعليقات