52 سنة على وفاة عميد الأدب العربي د.طه حسين.
#طه_حسين.. الأعمى الذي رأى#عبدالناصر
تُسجل مختارات جديدة لعميد الأدب العربي طه حسين قدمها الشاعر "حسن طلب" مواقفه من قضايا اجتماعية وفكرية وسياسية، ومنها موقفه من ثورة 1952 التي أنهت الحكم الملكي ومن زعيمها جمال عبدالناصر الذي احتفى به عبر ترسيخ مصطلح "الناصرية" معتبرًا أن معنى ورمزية اسم " جمال عبدالناصر" يدلان على حرب ضد التفكير والمخططات الاستعمارية الغربية وإن مصر حين تثور تتبعها دول عربية أخرى.
في البداية لم يطلق الضباط الأحرار على ما فعلوه كلمة "ثورة" وإنما "الحركة المباركة، لكن طه حسين أطلق عليها مصطلح "الثورة" في مقال نشر بعد 13 يوما، ففي الخامس من أغسطس آب 1952 نشر مقالا قال فيه: "إن مصر أصبحت تملأ الدنيا وتشغل الناس وإنه فخور ومعجب بأن مصر قد ضربت للعالم الحديث مثلا رائعا بثورتها هذه التي جمعت بين الهدوء الذي يملؤه الوقار والجلال وبين العنف الحازم النقي الذي يحطم الظلم ويرسل ملكا إلى منفاه دون أن يسفك قطرة من دم". ويسجل الكتاب كثيرًا من مواقف الصحف الفرنسية التي لا تستطيع أن تخفي إشفاقها من الثورة المصرية؛ لأنها-وعلى حد تعبير المؤلف- تخشى أن تكون الثورة المصرية مثلا لثورات أخرى تحدث في بلاد أخرى حيث بدأ الفرنسيون يواجهون صعوبات حين أصبحت تونس تقاوم وكذلك المغرب انطلاقا من ارتباط شرطي فإذا زال النفوذ البريطاني من مصر كان زواله إيذانا بزوال النفوذ الفرنسي من شمال إفريقيا. يذكر طه حسين أيضًا في إحدى مذكراته المتعلقة بالثورة: "هذه الثورة المباركة التي ردت إلى مصر كرامتها وشرفها في وقار وأناة ونالت بذلك إعجاب العالم الخارجي قد ردت إلى المصريين ثقتهم بوطنهم ومنحتهم التفاؤل بحياة أكثر كرامة".
يشيد "طه حسين" بتنفيذ "جمال عبد الناصر" لقرار مجانية التعليم فى كافة مراحله وهو القرار الذى حاول "طه حسين" تنفيذه قبل ثورة 1952 وفشل بسبب عدم استقرار نظام الحكم وسرعة تغير الحكومات حتى جاءت ثورة 1952 ونفذته وتوسعت فيه ليشمل التعليم الجامعى أيضاً.
المقالات التي اختارها الشاعر حسن طلب يضمها كتاب عنوانه (طه حسين.. ثورة حية وحياة ثائرة.. خلاصة المقالات 1910-1964) ويقع في 159 صفحة متوسطة القطع وصدر هدية مع مجلة (إبداع) الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. وكان طه حسين (1889-1973) الذي تخرج في جامعة الأزهر أول من حصل على درجة الدكتوراه في الجامعة المصرية عام 1914 وسافر في العام نفسه إلى فرنسا لدراسة العلوم الاجتماعية والفلسفية ونال الدكتوراه من جامعة السوربون عام 1918 في الفلسفة الاجتماعية لمؤسس علم الاجتماع عبدالرحمن ابن خلدون. ثم تولى تدريس التاريخ والأدب بالجامعة المصرية في 1919 وفي عام 1930 أصبح عميدا لكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (القاهرة الآن). وتحت (ثورة حية وحياة ثائرة) كرر طه حسين أكثر من مرة أنه يريد أن تكون ثورتنا حية وأن تكون حياتنا ثائرة. واستعرض المؤلف جوانب مما يراه حياة ثائرة ومنها: أن يدفع المصريون إلى نشاط قوي عنيف لا يستريحون منه إلا حين يضطرون إلى النوم ساعات في كل يوم، وأن يكون النشاط متنوعا يمس الموظف في ديوانه والعالم في مكتبه أو معمله والزارع في حقله والعامل في مصنعه، وأن ألا يفرغ المصريون لأنفسهم وألا تفرغ لهم أنفسهم حيث يقول: "لست أعرف شيئا أخطر على الثورة ولا أضر بها.. من فراغ الناس لأنفسهم". ويرى طه حسين أن اسم عبد الناصر أصبح "علة تنغص على ساسة الغرب حياتهم... علة مفسدة لتفكير الغرب وحكمه على كثير من الأشياء" إذ يتهمونه حين أيد الثورة الجزائرية بمحاولة تأسيس "الإمبراطورية المصرية" وليس مناصرة شعب في نيل استقلاله وهو ما اعتبره طه حسين نوعا من "الهذيان" والسخف. وفي فصل عنوانه (العقل المصري) كتب عام 1930 يشدد طه حسين على إصلاح مناهج التعليم وبرامجه "ولكن الغريب أنها (الحكومة) تصلح في الألفاظ والنظريات ولا تحاول أن تصلح جوهر التعليم ولا تفكر في هذه الفروق العقلية العنيفة التي تقسم الأمة الواحدة إلى فرق متمايزة والتي يجب أن تزال وأن تقوم مقامها وحدة عقلية حيث ما زال التعليم المصري إلى اليوم جزرا منعزلة بين تعليم ديني أزهري ومدني حكومي وخاص وأجنبي.
#الأمين_الإخباري

تعليقات
إرسال تعليق