#الانتخابات_البرلمانية فى قبضة#المال_السياسي والبلطجة
بقلم
الكاتبة الصحفية: رهام سعيد
يتصاعد الحديث عن الفساد والمال السياسي كلما دارت أي انتخابات، ليس لأنه أمر طارئ، بل لأنه أصبح ظاهرة مترسخة تهدد جوهر العملية الديمقراطية.
اقرأ أيضا الغاء الانتخابات في 19 دائرة انتخابية
حين تتحول الانتخابات من مساحة للتنافس على خدمة المواطن إلى ساحة صراع لشراء النفوذ وترسيخ المصالح الخاصة، نفقد المعنى الحقيقي لوجود صناديق الاقتراع.
المال السياسي هنا لا يعمل في الخفاء فحسب، بل يظهر علناً في شكل حملات دعائية ضخمة لا تخدم الوعي بقدر ما تخدم تلميع مرشحين يسعون للسلطة أكثر مما يسعون لخدمة الناس.
تدخل بعض الأحزاب في الانتخابات لم يعد يقتصر على دعم مرشحيها سياسياً أو تنظيمياً، بل تجاوز ذلك إلى محاولة فرضهم بالقوة داخل دوائر معينة لتحقيق مصالح حزبية ضيقة.
فبدلاً من أن تكون الأحزاب جزءاً من بناء الوعي السياسي ودعم مؤسسات الدولة، نجدها في بعض الأحيان تسعى إلى السيطرة على مقاعد البرلمان بأي ثمن، حتى لو جاء ذلك على حساب جودة المرشح أو احتياجات أهالي الدائرة.
هذا المشهد يحول العملية الانتخابية إلى سباق مصالح لا علاقة له بالصالح العام.
ومع انتشار شراء الأصوات، يصبح المواطن نفسه ضحية لمنظومة فاسدة تحاول كسب الشرعية عبر المال لا عبر العمل الحقيقي.
حين يتلقى البعض المال مقابل صوته، لا يدرك أن ثمن ذلك يكون على حساب جودة الخدمات، وغياب التنمية، وغياب الصوت الحقيقي للأهالي تحت قبة البرلمان.
فالصوت الذي يشترى اليوم يتحول غداً إلى وعد لا يتحقق وحق لا يسترد، ويصبح المواطن جزءاً من عملية تزوير غير مباشر لوعيه ومستقبله.
ويتغذى الفساد أيضاً على الدعاية المبالغ فيها التي تستخدم لإيهام الناس ببطولات وإنجازات غير موجودة، بينما تستخدم البلطجة وفرض السيطرة لترهيب المنافسين وإبعاد الأصوات الحرة.
هذه الأساليب غير الشرعية لا تشوه صورة المرشح الفاسد وحده، بل تشوه صورة البلد بأكمله، وتفقد الناس ثقتهم في أن الانتخابات يمكن أن تكون طريقاً للتغيير أو تحسين الواقع.
وحين يصبح الصوت المختلف خطراً على أصحاب النفوذ، تتحول الساحة السياسية إلى معركة قوة وليست معركة برامج ورؤى.
إن القضاء على المال السياسي والفساد الانتخابي يبدأ من وعي المواطن، ومن دور الدولة في فرض القانون بصرامة، ومن أحزاب حقيقية تسعى إلى إصلاح المجتمع لا السيطرة عليه.
الانتخابات ليست ساحة لتصفية الحسابات ولا لفرض الأمر الواقع، بل هي فرصة لإعطاء مساحة لمن يستحق أن يمثل الناس بضمير ونزاهة، ما لم ندرك ذلك جميعاً، سيبقى الفساد يتغذى على أحلام المواطنين، وسيبقى الصوت الحر هو الأضعف في معركة يجب أن تكون عادلة منذ بدايتها.
#الأمين_الإخباري



تعليقات
إرسال تعليق