انحرافات على الهواء و المتعة في الفضيحة#سارة_خليفة و العدوان الجنسي على شاب في غرفة نومها

سارة خليفة


د شيماء صبحي



لما الفضيحة تبقى مرئية للمجتمع… ومش للناس لوحدها



في وسط زحمة الأخبار اللي بنسمعها كل يوم، ييجي خبر زي إحالة سارة خليفة للجنايات في قضية هتك عرض شاب بعصا وتصويره داخل غرفة نومها، ويفضل الواحد واقف مكانه شوية كده… مش عارف يستوعب.

إحنا بقينا في زمن كل يوم بيطلعلك فيه مشهد أغرب من اللي قبله، لحد ما بقى السؤال الحقيقي:

“لسه إيه ممكن نشوفه تاني؟”

وبقى الواحد يقول من قلبه: ربنا يستر.




بس بعيدًا عن الضجة، اللي حصل ده مش “حادثة غريبة”، لأ… ده جرس إنذار كبير بيقول:

إحنا مش بس عندنا عنف… لأ ده عندنا اضطراب – فقدان حدود – تشوّه في النفس – وتشويه أكبر في العلاقات.




● أولًا: ليه بقت الحوادث بالشكل ده؟




زمان العنف كان ليه شكل واحد، دلوقتي بقى متلبس بألف قناع.

بقى فيه استعراض، وصور، وتصوير، وتوثيق… وكأن المتعة مش في الفعل، المتعة بقت في “الفضيحة”.

ده معناه إن في نفوس كتير بقت محتاجة تشوف نفسها “سيطرة” حتى لو على حساب كرامة حد تاني.

وبقت فيه ناس عندها رغبة مرضية في الإهانة والإذلال وكأنها بتثبت لنفسها إنها قوية… مع إنها من جوّا أضعف بني آدم في الغرفة.




ثانيًا: التحليل النفسي للواقعة




الفعل ده مش شهوة…

ولا مجرد انحراف…

ده حاجة اسمها: عدوان جنسي قائم على السيطرة والتحكم.




الشخص اللي يعمل كده بيبقى عنده:




اضطراب في العلاقة بنفسه.




نقص حاد في الإحساس بالقيمة.




احتياج يائس إنه يثبت لنفسه إنه “الأقوى”.




دوافع انتقامية مكتومة.




تشوّه في مفهوم العلاقة وخصوصًا في صورة “الأنوثة” أو “الرجولة”.




والأخطر…

هو إن الشخص ده ما يشوفش الفرد اللي قدامه “إنسان”، يشوفه “أداة”…

وده أخطر مستوى من الانحدار النفسي.




ثالثًا: ليه المجتمع بيتصدم قوي؟




لأننا اتربينا إن الانحرافات مرتبطة بالسر…

فجأة بقينا نشوفها على العلن.

زمان كنا بنسمع إن في ناس مريضة… دلوقتي بقينا نشوف الصورة والفيديو والواقعة متوثقة.

إحنا مش في زمن الانحراف…

إحنا في زمن الإعلان عن الانحراف.




وده بيخلّي النفوس السليمة تحس بالرعب…

وبيدّي إحساس عام إن الدنيا بقت مكشوفة، وإن الخط الأحمر بقى بيتعدّى بمنتهى البساطة.




رابعًا: إيه اللي لازم نستوعبه؟




الحوادث دي مش “استثناء”…

دي نتيجة سنين من:




تربية مضروبة،




غياب حدود،




علاقات مشوّهة،




ومجتمع بقى فيه عرض الناس لعبة،




ونفوس ما تعالجتش،




وأطفال كبرت بلا قواعد…

فكبروا بأفعال تكسّر قواعد الحياة كلها.




خامسًا: طيب نعمل إيه؟




الموضوع محتاج:




قانون واضح وقوي.

لأن اللي يعمل كده لازم يعرف إن العقوبة أكبر من تفكيره.




وعي نفسي حقيقي.

اللي فيه اضطراب يتعالج، مش يستقوى.




حدود داخل العلاقات.

مافيش حد يدخل حياتك من غير ما تشوف دنيته النفسية.




وتربية جديدة.

نعلم ولادنا يعني إيه احترام… مش بس للناس، الاحترام لنفسهم الأول.




الخلاصة:

إحنا كل يوم بنشوف حاجة تهز القلب…

بس لازم نفهم إن كل حادثة مش “صدفة”، دي نتيجة تراكمات نفسية واجتماعية بتنفجر قدامنا.

الواقع مر؟ أه…

بس الوعي أهم من الهروب.

واللي جاي الله أعلم بيه…

عشان كده الواحد مش بيقولها كلام:

ربنا يستر… دي بقت دعوة يومية.
 د.شيماء صبحي
اخصائي نفسي للأسرة و الأزواج 
التعافي من الإدمان و علاج الانحراف الجنسي 

#الأمين_الإخباري

تعليقات